فى هذا الربيع المحمل بالرمال القادمة من الصحراء....كم من خطى خطاها القدماء على هذه الرمال ... و كم من عظماء أثارتهم خوابي الصحراء... فى هذا التوقيت بالذات لم أجد مانعا من مصارحة نفسي و مكاشفتها تماما بما قد يدور بداخلي . ..هذه الرمال الربيعية ربما هي ما ألقت بظلال التلقائية و الصفاء على ذهني هذه المرة و حولت ما فى الجب من كلمات مجردة الى حروف مكتوبة ربما يجدوا فيها مواربة للحقيقة او ازدراء للهوية التي ننتمي اليها و لكنها ببساطة على النقيض تماما فهي ما آلت اليه نفسي بمنطقية هذه الأيام مقارنة بما كان يحدث على هذا الوطن من آلاف السنين .( مع ملاحظة ان ما حدث منذ آلاف السنين ليس معلوما على وجه التأكيد و الجزم و انما أهواء المؤرخين و مجرد استنتاجات قادتنا اليها البرديات و النقوش على الجدران ) . الهرم ..... هذا الصرح الذي طالما أحسست أمامه بالرهبة و بالعجز فى نفس الوقت ...هذا الصرح و الذي قد أثارت أساطيره – التى كتب عنها العملاق جمال الغيطاني في قصصه " متون الأهرام " – بداخلى العديد من الألحان الصوفيه الجميلة...ألحان خفيه ...
حين تأخدنا المدينة فى جرارها و تمنحنا بلادة الشعور و جفاء التواصل و قسوة الاحتمال....حين يبقر بطنها و يتغلغل فى مخاضها هذا البشري البدائي البرئ .....أنا نوع من البشر لا يلوم المدينة و ربما فضلها ذات يوم عما سواها..أدرك مأزق الخطوات المقتربة و العنها حين تقترب أكثر و لكنى لا و لن استطيع ان امنعها ....أدرك مأزق الاقتراب من هذه الأقنعة المعدنية التى اكتشفت مؤخرا أن الآخرين يلبسونها كل يوم , ليست أقنعة فقط و لكنها ملابس كاملة .. محصنة لهم دون ان تراها ويحى فى هذه الدنيا .... انا البشري البدائي البرئ ...أحب ...أشعر ...و اتنفس هواء.... و يجن جنوني حين أدرك انه ليس سواى من يحب و ليس سواي من يشعر و ليس سواى من يتنفس ذات الهواء هل هى المدنية الجدباء التي أصرعها داخلي .. هى ليست جدباء تماما.. تعطينا التمرد و القساوة و تزيح عن كاهلنا تنمر البرية المعهود لتمنحك عذب المأساة الموشى بسخرية و تهكم ....... لا تراني امتدحها اننى فقط انعى انقيادي الأعمى الى نفسي و أشتّ فى هذا الضباب الكثير علّى اجد ذاتي التي ارنو اليها... الشقية ..... الناقصة ...... السا