Skip to main content

بدايات - أمين معلوف

غيري قد يتحدث عن الجذور .... تلك ليست مفرداتي فأنا لا أحب كامة " جذور " و أقله صورتها فالجذور تتوارى في التربة , تتلوى في الوحل , تنمو في الظلمات تبقي الشجرة أسيرة , منذ ولادتها , وتغذيها لقاء ابتزاز : " لو تحررت , تموتين " .!!؟
ترضخ الأشجار لأنها بحاجة الى الجذور بعكس البشر . اننا نتنفس النور , و نطمع بالسماء , و متى غصنا في التربة , فلنتعفن . لا يصعدنسغ الأرض عبر أقدامنا الى رأسنا , وأقدامنا انما تصلح للسير . لا تهمنا سوى الدروب . هى تسيرنا - من الفقر الى الغنى , او الى فقر آخر , من العبودية الىالحرية أو الى الموت العنيف . تعدنا ,تحملنا , تقذفنا , ثم تتخلى عنا . فننفق ,كما ولدنا , على حافة طريق لمنخترها أصلا.
خلافا للأشجار , لاتنبثق الدروب من التربة على هوى البذار . مثلنا , لها أصل . أصل وهمي , فالطريق ليست لها بداية حقا , قبل المنعطف الأول , هناك فى الخلف , ثمة منعطف آخر ثم آخر . أصل هارب لأن كل تقاطع انضمت اليه دروب أخرى آتيه من بدايات أخرى . و لو تطلب الأمر ان نحتسب كل هذه الروافد , لدرنا حول الأرض مائة مرة
أنتمي الى عشيرة ترتحل منذ الأزل فى صحراء بحجم الكون. مواطننا واحات نفارقها متى جف الينبوع , و بيتنا خيام من حجارة , و جنسياتنا مسألة تواريخ أو سفن . كل ما يصل بيننا, وراء الأجيال , و وراء البحار , و وراء بابل اللغات . رنين اسم ....

Comments

بلوج حلو جدا
أدبي بصيغة انسانية
و العكس صحيح

Popular posts from this blog

مأساة المدينة

حين تأخدنا المدينة فى جرارها و تمنحنا بلادة الشعور و جفاء التواصل و قسوة الاحتمال....حين يبقر بطنها و يتغلغل فى مخاضها هذا البشري البدائي البرئ .....أنا نوع من البشر لا يلوم المدينة و ربما فضلها ذات يوم عما سواها..أدرك مأزق الخطوات المقتربة و العنها حين تقترب أكثر و لكنى لا و لن استطيع ان امنعها ....أدرك مأزق الاقتراب من هذه الأقنعة المعدنية التى اكتشفت مؤخرا أن الآخرين يلبسونها كل يوم , ليست أقنعة فقط و لكنها ملابس كاملة .. محصنة لهم دون ان تراها ويحى فى هذه الدنيا .... انا البشري البدائي البرئ ...أحب ...أشعر ...و اتنفس هواء.... و يجن جنوني حين أدرك انه ليس سواى من يحب و ليس سواي من يشعر و ليس سواى من يتنفس ذات الهواء هل هى المدنية الجدباء التي أصرعها داخلي .. هى ليست جدباء تماما.. تعطينا التمرد و القساوة و تزيح عن كاهلنا تنمر البرية المعهود لتمنحك عذب المأساة الموشى بسخرية و تهكم ....... لا تراني امتدحها اننى فقط انعى انقيادي الأعمى الى نفسي و أشتّ فى هذا الضباب الكثير علّى اجد ذاتي التي ارنو اليها... الشقية ..... الناقصة ...... السا...

" Seekin' The Cause " by Miguel Pinero

he was Dead he never Lived died died he died seekin' a Cause seekin' the Cause because he said he never saw the cause but he heard the cause heard the cryin' of hungry ghetto children heard the warnin' from Malcolm heard the tractors pave new routes to new prisons died seekin' the Cause seekin' a Cause he was dead on arrival he never really Lived uptown . . . downtown . . . crosstown body was round all over town seekin' the Cause thinkin' the Cause was 75 dollars & gator shoes thinkin' the Cause was sellin' the white lady to black children thinkin' the cause is to be found in gypsy rose or j. b. or dealin' wacky weed and singin' du-wops in the park after some chi-chiba he died seekin' the Cause died seekin' a Cause and the Cause was dyin' seekin' him and the Cause was dyin' seekin' him and the Cause was dyin' seekin' him he wanted a color t. v. wanted a silk on silk suit he wanted...

فى هوية الهرم الكبر

فى هذا الربيع المحمل بالرمال القادمة من الصحراء....كم من خطى خطاها القدماء على هذه الرمال ... و كم من عظماء أثارتهم خوابي الصحراء... فى هذا التوقيت بالذات لم أجد مانعا من مصارحة نفسي و مكاشفتها تماما بما قد يدور بداخلي . ..هذه الرمال الربيعية ربما هي ما ألقت بظلال التلقائية و الصفاء على ذهني هذه المرة و حولت ما فى الجب من كلمات مجردة الى حروف مكتوبة ربما يجدوا فيها مواربة للحقيقة او ازدراء للهوية التي ننتمي اليها و لكنها ببساطة على النقيض تماما فهي ما آلت اليه نفسي بمنطقية هذه الأيام مقارنة بما كان يحدث على هذا الوطن من آلاف السنين .( مع ملاحظة ان ما حدث منذ آلاف السنين ليس معلوما على وجه التأكيد و الجزم و انما أهواء المؤرخين و مجرد استنتاجات قادتنا اليها البرديات و النقوش على الجدران ) . الهرم ..... هذا الصرح الذي طالما أحسست أمامه بالرهبة و بالعجز فى نفس الوقت ...هذا الصرح و الذي قد أثارت أساطيره – التى كتب عنها العملاق جمال الغيطاني في قصصه " متون الأهرام " – بداخلى العديد من الألحان الصوفيه الجميلة...ألحان خفيه ......