Skip to main content

شرف

الواحد منا يستيقظ كل يوم في الصباح على منبه ياباني , و يغسل وجهه بصابون فرنسي , ثم يحلق ذقنه بفرشاه صينية و ماكينة انجليزية , و يغسل اسنانه بمعجون اميريكي , ثم يتناول افطارا من جبن دمياطي مصنوع في الدنمارك , و يشرب شايا هنديا أو سيلانيا , بعد ان يضيف اليه لبن جاف من فرنسا أو سويسرا , ثم يرتدي ملابس بسيطة : قميص و بنطلون على الموضة القادمة الينا من ايطاليا و فرنسا , و في العمل يرتقي مصعدا بلجيكيا , و يشرب فنجان قهوة برازيليا او سفن أب و كوكاكولا مع سيجارة مارلبورو أو روثمان , بعد أن يشّغل التكييف الياباني أو التايواني , و يتحدث في تليفون سويدي . ثم يبدأ العمل مستخدما قلما فرنسيا أو يابانيا , و ورقا فنلنديا , و عند الظهر يذهب الى الجمعية الفئوية , ليشتري سكرا كوبيا , تونة تايلاندية ,’ سردين اسباني , و رنجة هولندية .
و في طريق العودة للمنزل يأخذ خبزا مصنوعا بدقيق امريكي , و منظفات فعالة بالماركة الأجنبية , و مصباحا بلجيكيا أو بولنديا , و دهانا أستراليا لتلميع الأحذية , و صلصة يونانية او أدوية سويسرية و ايطالية , و تتصدع رأسه و تنخرم أذنيه من نداءات للبيع و الصلاة من مكبرات صوت يابانية , و يركب الأتوبيس الألماني الصنع , او ميكروباصا يابانيا أو امريكيا دقت مساميره في العاشر من رمضان , ثم يشتري لابنه شكولاتة سويسرية , و على شاشة تليفزيون كوري , ركبت مفاتيحه في السادس من اكتوبر , يتفرج على فيلم اميريكي أو فرنسي ,و قبل أن ينام يسمع في نشرة الأخبار :
تصريحات المسئولين تشيد بالصناعة المصرية , و الانطلاقة الانتاجية .
صنع الله ابراهيم

Comments

Popular posts from this blog

مأساة المدينة

حين تأخدنا المدينة فى جرارها و تمنحنا بلادة الشعور و جفاء التواصل و قسوة الاحتمال....حين يبقر بطنها و يتغلغل فى مخاضها هذا البشري البدائي البرئ .....أنا نوع من البشر لا يلوم المدينة و ربما فضلها ذات يوم عما سواها..أدرك مأزق الخطوات المقتربة و العنها حين تقترب أكثر و لكنى لا و لن استطيع ان امنعها ....أدرك مأزق الاقتراب من هذه الأقنعة المعدنية التى اكتشفت مؤخرا أن الآخرين يلبسونها كل يوم , ليست أقنعة فقط و لكنها ملابس كاملة .. محصنة لهم دون ان تراها ويحى فى هذه الدنيا .... انا البشري البدائي البرئ ...أحب ...أشعر ...و اتنفس هواء.... و يجن جنوني حين أدرك انه ليس سواى من يحب و ليس سواي من يشعر و ليس سواى من يتنفس ذات الهواء هل هى المدنية الجدباء التي أصرعها داخلي .. هى ليست جدباء تماما.. تعطينا التمرد و القساوة و تزيح عن كاهلنا تنمر البرية المعهود لتمنحك عذب المأساة الموشى بسخرية و تهكم ....... لا تراني امتدحها اننى فقط انعى انقيادي الأعمى الى نفسي و أشتّ فى هذا الضباب الكثير علّى اجد ذاتي التي ارنو اليها... الشقية ..... الناقصة ...... السا...

" Seekin' The Cause " by Miguel Pinero

he was Dead he never Lived died died he died seekin' a Cause seekin' the Cause because he said he never saw the cause but he heard the cause heard the cryin' of hungry ghetto children heard the warnin' from Malcolm heard the tractors pave new routes to new prisons died seekin' the Cause seekin' a Cause he was dead on arrival he never really Lived uptown . . . downtown . . . crosstown body was round all over town seekin' the Cause thinkin' the Cause was 75 dollars & gator shoes thinkin' the Cause was sellin' the white lady to black children thinkin' the cause is to be found in gypsy rose or j. b. or dealin' wacky weed and singin' du-wops in the park after some chi-chiba he died seekin' the Cause died seekin' a Cause and the Cause was dyin' seekin' him and the Cause was dyin' seekin' him and the Cause was dyin' seekin' him he wanted a color t. v. wanted a silk on silk suit he wanted...
ورا كل شباك .... ألف عين مفتوحين و أنا و انتي ماشين يا غرامي الحزين لو ألتصقنا....... نموت بضربة حجر و لو أفترقنا نموت........ متحسرين عجبي تصوير : محمد أبو ذكري